في زمن تتسارع فيه التحولات التقنية وتتعمّق فيه الحاجة لحلول إبداعية تخاطب وجدان المجتمع وتستجيب لتحدياته، برزت جامعة الرشيد الذكية اليوم السبت 10 مايو 2025م كحاضنة للابتكار وصانعة لروّاد الغد، حيث شهدت كلية الهندسة والتكنولوجيا جلسة مناقشة ثلاثة مشاريع تخرج متميزة لطالبات من قسم الجرافيكس والملتميديا، وسط حضور أكاديمي رفيع ومناخ احتفالي يليق بالإبداع الصاعد.
المشاريع، التي عكست مزيجًا من الحس الفني والبعد المجتمعي، تنوعت بين تصميم مجلة ثقافية للأطفال، وتطوير لعبة ترفيهية تعليمية، وإنشاء مؤسسة تنموية تعنى بالقضايا الاجتماعية، وهو ما يعكس الفهم العميق للطالبات لدور التصميم في خدمة التنمية البشرية وصناعة التأثير.
وخلال تدشين جلسات المناقشة، عبّر رئيس مجلس الأمناء الأستاذ فيصل الزبيري عن فخره واعتزازه بما شاهده من أعمال قائلاً: “إن ما قدّمته طالبات قسم الجرافيكس والملتميديا اليوم هو ثمرة رؤية الجامعة التي تؤمن بأن الإبداع ليس رفاهية، بل هو جوهر التنمية وصناعة الوعي. نبارك لهن هذا التميز، وندعو الجميع لمواصلة دعم الإبداع الطلابي الذي يصنع الفارق”.
ومن جانبه، أعرب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبداللطيف حيدر عن سعادته بالمشاريع المعروضة، مؤكداً أن الجامعة تفتخر بتخريج كوادر تمتلك الحس الفني والمهارات التطبيقية، مضيفاً: “هذه المشاريع تمثل انطلاقة نحو ريادة مجتمعية حقيقية، وهي نموذج حي لتكامل التعليم الأكاديمي مع حاجات المجتمع وسوق العمل. نشجع جميع طلبتنا على تحويل أفكارهم إلى مبادرات قابلة للتنفيذ تخدم الوطن والإنسان”.
وقد حضر الفعالية عميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور سيف سلام الحكيمي، وعميد كلية الهندسة والتكنولوجيا أ.م.د. عبدالملك مؤمن، فيما رحّب رئيس قسم الجرافيكس والملتميديا أ.م.د. منير الحميري بالحضور، مؤكداً أن القسم يهدف إلى تخريج كفاءات قادرة على صناعة محتوى بصري احترافي يسهم في التنمية الثقافية والاقتصادية.
المشاريع التي تم مناقشتها جاءت على النحو التالي:
• المشروع الأول: مجلة هدان والهدد، عمل توثيقي بصري يدمج بين الثقافة الشعبية والهوية الجمالية اليمنية تستهدف من خلالها الأطفال، قدمته الطالبات: ملاك السنباني، أفنان السياني، دعاء العصري.
• المشروع الثاني: لعبة لمة، لعبة تفاعلية تسعى إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والمعرفية بأسلوب ترفيهي، قدّمتها الطالبات: آلاء الزبيري، جمانة فؤاد، شذى السراجي، وآيات السروري.
• المشروع الثالث: مؤسسة تنموية اجتماعية، مشروع بصري يسلّط الضوء على القضايا المجتمعية ويقترح آليات إعلامية تنموية، قدّمته الطالبة ملاك السلطان.
وقد ضمّت لجنة التحكيم كلاً من: الدكتور منير الحميري (مناقش داخلي)، الدكتور جاود الحمادي (مناقش خارجي)، والأستاذ ياسر الخطيب (مناقش داخلي)، الذين أشادوا بمستوى التنفيذ والطرح، معتبرين أن هذه المشاريع تمثل بوابة حقيقية لريادة الأعمال الإبداعية، وتؤهل الطالبات للعب أدوار محورية في الحقول الإعلامية والتنموية مستقبلاً.
وفي ختام هذه التظاهرة الإبداعية، جسدت الطالبات أن التصميم ليس مجرد أداة جمالية، بل رسالة ووسيلة تغيير، وأن كل فكرة تُصاغ بشغف يمكن أن تتحول إلى مشروع يُحدث فرقًا في الواقع.
ومع كل مشروع تخرج، تكتب جامعة الرشيد الذكية فصلاً جديدًا في حكاية التميز الأكاديمي، وتبعث برسالة واضحة: أن الإبداع هو الطريق، وأن المستقبل يُصنع هنا … حيث تُولد الأفكار وتُصقل الأحلام.










