برعاية رئيس الجامعة أ.د. عبداللطيف حيدر نظم مركز الرشيد للغات والمهارات في الجامعة اليوم الأربعاء 01 يناير 2025م فعالية احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية، تحت شعار: “اللغة العربية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي”، وذلك في القاعة الكبرى بالجامعة.
وأثناء افتتاح الفعالية التي حضرها عميد كلية الطب والعلوم الصحية أ.د/ إكرام الإرياني، وعميد كلية طب الأسنان أ.م.د. ياسر الربيدي، ورئيس قسم الأمن السيبراني أ.م.د. انور الذاري، ورئيس قسم الطب المخبري د. فيروز عطروش، وأمين عام الجامعة ا. خالد علي الخضر، ومقدمو أوراق العمل البحثية د. هدى الصايدي، ود. بكيل المراني، وأ. أحمد الهبيط، وم. عمير البعداني رئيس نادي الذكاء الاصطناعي، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، وطلبة الجامعة من جميع الكليات والتخصصات رحب عميد مركز اللغات والمهارات أ.م.د. عبدالحميد الشجاع بالجميع، مؤكداً أن الفعالية تهدف إلى تجسيد أهمية اللغة العربية بإعتبارها ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية فهي تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وثقافة غنية، حيث يندرج تحتها أكثر من 12 مليون كلمة ومفردة، وهي أيضاً إحدى اللغات الأكثر انتشاراً في العالم إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة وهي اللغة الرسمية لـ 27 دولة.
وأكد عميد مركز اللغات والمهارات في كلمته أن احتفال المركز يأتي هذا العام في سياق ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم التقنيات الحديثة لتطوير وتعزيز استخدام اللغة العربية وانتشارها، ويفتح الذكاء الاصطناعي أمامنا افاقاً جديدة لفهم لغتنا الجميلة وتعليمها للناطقين بغيرها، منوهاً أننا نشهد اليوم تطبيقات مبتكرة تتيح لنا التواصل والتفاعل بأساليب لم تكن نتخيلها من قبل، حيث ظهر ذلك جليا من خلال سهولة التعلم الذاتي للغة العربية، وصولا إلى الترجمة الفورية بين اللغات العالمية.
وأشار أنه أصبح للغة العربية حضور كبير وملحوظ في الفضاء الإلكتروني، مما يعزز من هويتنا الثقافية ويجعلها أكثر انتشارًا، مؤكداً على أهمية اللغة العربية، وعلى دورها الحيوي في عصر الذكاء الاصطناعي.
وتوجت الاحتفائية بكلمة توجيهية من رئيس الجامعة أ.د. عبداللطيف حيدر أكد فيها أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتعبير أو أداة للتواصل، بل هي هوية تمتد جذورها في أعماق التاريخ، وشجرة وارفة تظل الإنسانية بظلال قيمها ومعارفها. إنها لغة حملت مشاعل النور إلى العالم، وكانت جسراً للتواصل بين الثقافات والحضارات، وشاهدة على عصور ازدهار فكري ازدهرت فيها العلوم والآداب بفضل عبقريتها ومرونتها.
كما أكد أن الحديث عن اللغة العربية هو حديث عن أمة بأسرها، عن تراثها، وعن حاضرها، وعن طموحاتها في المستقبل. هذه اللغة التي استطاعت عبر قرون طويلة أن تتكيف مع مختلف التغيرات، وأن تحتضن العلوم والفنون، وأن تثبت أنها لغة قادرة على الابتكار والإبداع، مشيراً إلى أن جامعة الرشيد الذكية، وهي صرح علمي رائد تولي اللغة العربية مكانة خاصة؛ إذ تدرك دورها المحوري في بناء الإنسان وصقل الهوية. ومن هذا المنطلق، نعمل على دعم البحث العلمي باللغة العربية، وتشجيع استخداماتها في مختلف المجالات الأكاديمية، إلى جانب تطوير أدواتها التقنية، لتبقى مواكبة لعصر التحول الرقمي، قادرة على استيعاب مفردات العصر ومتغيراته.
وأوضح رئيس الجامعة في كلمته إن الحديث عن اللغة العربية في سياق الذكاء الاصطناعي هو حديث عن تحديات وفرص. فهذه التقنية المتطورة فتحت آفاقاً جديدة لتطوير اللغة العربية، ليس فقط بوصفها وسيلة تواصل، بل لغة قادرة على التفاعل مع الأجهزة الذكية، وتحليل النصوص، وترجمة المحتوى وتصحيح الأخطاء اللغوية، وحتى الإبداع الأدبي والفني.
وفي ختام كلمته أكد أن الاحتفاء باللغة العربية لا يعني فقط النظر إلى الماضي بفخر، بل يعني أيضاً العمل على بناء مستقبل يليق بهذه اللغة العظيمة. فلنكن جميعاً أوفياء للغتنا، محافظين على إرثها، ومبدعين في صياغة مستقبلها المشرق، مقدماً الشكر الجزيل لكل من يسهم في خدمة اللغة العربية، من باحثين ومعلمين ومبدعين، ولكل من يعمل بصدق على تعزيز مكانتها وإبراز جمالياتها، داعياً الجميع إلى أن يكونوا سفراء للغة العربية، حراساً على إرثها، ومبدعين في حاضرها ومستقبلها.
وتخللت الفعالية استعراض اربعة أوراق بحثية، حيث قدمت د. هدى الصايدي ورقة بحثية بعنوان: “الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية: التحديات والمعوقات”، وقدم أ. أحمد الهبيط ورقة بعنوان: “الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: الحلول والمعالجات”، واستعرض م. عمير البعداني ورقة بعنوان: “تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم وإثراء المحتوى العربي”، وقدم الورقة الرابعة د. بكيل المراني بعنوان: “إلقاء الشعر العربي بمساعدة الذكاء الاصطناعي”.
كما تم في ختام الفعالية تكريم مقدمي الأوراق البحثية، والمنظمين الذين عملوا على إنجاح هذه الاحتفائية.