“سيمياء الجمال” في جامعة الرشيد الذكية: طلبة التصميم الداخلي يحوّلون الفضاء إلى قصة، والجمال إلى هوية ناطقة
حين يتحول التعلم إلى إبداع، ويصبح الجمال وسيلة للتفكير… نعلم أننا نصنع جيلاً يصمم المستقبل لا الجدران فقط. بهذه الروح، نفذ طلبة قسم التصميم الداخلي – مستوى رابع – بجامعة الرشيد الذكية سمنارًا نوعيًا حمل عنوان “سيمياء الجمال”، ضمن مقرر علم الجمال، تحت إشراف مدرسة المقرر ورئيس قسم الهندسة المعمارية بالجامعة أ.م.د. سميرة الشاوش، وذلك في القاعة الكبرى بالحرم الجامعي.
بهيبةٍ يليق بها الإبداع، افتُتِحت فعالية “سيمياء الجمال” بتلاوة فاتحة الكتاب، أعقبتها أنغام النشيد الجمهوري التي غمرت القاعة بحسّ من الانتماء والاعتزاز.
وحظيت الفعالية بحضور مميز تقدمه الأستاذ عبدالله محمد الوزير – نائب رئيس مجلس الأمناء، وأ.م.د. ياسر الربيدي – عميد كلية طب الأسنان، ود. عصام حيدر – رئيس قسم التصميم الداخلي، والأستاذ خالد علي الخضر – أمين عام الجامعة، إلى جانب نخبة من الأكاديميين وطلبة التصميم الداخلي والهندسة المعمارية من داخل الجامعة وخارجها.
وفي كلمة افتتاحية جمعت بين الفخر والتقدير، عبّرت ا.م.د. سميرة الشاوش عن اعتزازها بطلبة السنة الرابعة، ووصفتهم بأنهم نماذج حية لمصممين يعيدون صياغة الجمال بفكر ناضج وهوية مبدعة.
وأكدت أن علم الجمال لم يعد مجرد مبحث نظري في قاعات المحاضرات، بل هو أداة وعي، ومنهج حياة، وممارسة عقلية وروحية تعيد للفراغ معناه، وللتصميم إنسانيته. إن المهندس الحقيقي، كما قالت، هو من يترجم الجمال إلى تجربة معيشة متكاملة، تنبض بالوظيفة، وتتحدث بلغة الشعور.
وخلال السمنار، أبدع الطلبة في تقديم عرض علمي وتطبيقي رفيع المستوى تحت عنوان “سيمياء الجمال”، عبّروا فيه عن فهم عميق للجمال كمنظومة من الدلالات والرموز والمعاني النفسية والثقافية. لم يتوقفوا عند الجمال الشكلي، بل غاصوا في البُعد الإنساني للجمال، حيث يصبح اللون لغة، والشكل إحساس، والإضاءة نبضًا، والتوازن مرآةً للتوازن الداخلي للإنسان.
ومن بين المحاور الملهمة التي تخللت السمنار، جاء نشاط “كيف تكتشف نفسك؟” كرحلة شخصية فريدة لاستكشاف الذات، وربطها بالهوية التصميمية، في محاولة لإثبات أن التصميم ليس فقط ما نراه، بل ما نعبر به عن أنفسنا.
أما “ركن التصوير الهندسي” فقد جسّد بذكاءٍ العلاقة بين الدقة الجمالية والعقل الهندسي، حيث اصطفت الخلفيات المستوحاة من جماليات التصميم العصري خلف عدسة الكاميرا لتروي قصة المصمم المتوازن بين الفن والمنطق.
وأثناء اختتام فعالية، كان للحظة كلماتها الختامية، حين عبّر الأستاذ عبدالله محمد الوزير – نائب رئيس مجلس الأمناء عن إعجابه العميق بما قدمه طلبة التصميم الداخلي من عرض فكري وإبداعي استثنائي.
وأضاف نائب رئيس مجلس الامناء “ما شاهدناه اليوم لم يكن مجرد عرض أكاديمي، بل كان بيانًا صادقًا عن جيل من المصممين يفكر، ويشعر، ويبدع بلغة الجمال. لقد بهرني الطرح، وتفاعلت مع كل لحظة فيه. في جامعة الرشيد الذكية نؤمن أن التعليم لا يكتمل إلا حين يصبح وسيلة لصناعة الإنسان القادر على التأثير، والإبداع، وتغيير الواقع. ونحن نحرص على تأهيل طلبة لا يملكون المهارة فقط، بل الرؤية والرسالة. هذا هو الجمال الذي نصبو إليه… وهذا هو مستقبل التصميم في أوطاننا”.
كلماتٌ اختزلت فلسفة الجامعة، وأعادت التأكيد على أن “سيمياء الجمال” لم يكن مجرد سمنار عابر، بل رحلة وعي وهوية، ووقفة تأمل في جوهر التصميم كأداة إنسانية تعيد تشكيل الحياة وتبث الروح في الفراغات.
لقد أثبت طلبة الرشيد الذكية في هذا اليوم، أن الجمال ليس مظهراً… بل معنى، وأن التصميم حين يكون صادقًا، يصبح رسالة تبني الإنسان قبل أن تبني المكان.








